إعلاميةسياسيةمقالات رأي
هآرتس الإسرائيلية :لا بد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة..والفلسطيني سيبعث من جديد ومن جديد
هذا ما نطقت به أشهر صحيفة إسرائيلية

نور24
“خسارتنا كل ثلاث أيام 912 مليون دولار من طلعات الطائرات، وثمن صواريخ “الباتريوت” وتزويد الآليات بالوقود واستهلاك ذخيرة .. ناهيك عن تعطُّل الحركة التجارية، وهبوط البورصة، وتوقُّف معظم المؤسسات وأعمال البناء، وموت الدواجن في المزارع بعشرات ملايين الدولارات، وتعطُّل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات، وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ، ناهيك عن التدمير في البيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية.
هذا ما كتبته صحيفة “هارتس” الإسرائيلية المشهورة، مضيفة “إننا نتعرض لحرب لسنا من نديرها .. وبالتأكيد لسنا من ينهيها خاصة أن المدن العربية في اسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ضدنا بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية ..”
واعتبرت هذا الواقع الجديد ” نذير شؤم على الدولة التي تأَكّد سياسِيُوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، وسياساتهم كانت تحتاج لأُفق أبعد ممّا فكروا به، فالفلسطيني ليس إماراتي أو قطري أو عُماني .. إنهم فعلا أصحاب الأرض، ومن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي ..”
ومضت كاتب المقال يقول “كيهودي، أتحدى أن تأتي دولة إسرائيل كلها بهذا الانتماء، وهذا التمسُّك والتجذُّر بالأرض، بعد أن أذقناهم وَيْلاتنا من قَتْل وسِجْن وحصار وفَصْل ،وأغرقناهم بالمخدرات، وغزونا أفكارهم بخزعبلات تُبْعدهم عن دينهم كالتحرر والإلحاد والشك .. لكن الغريب في الأمر أن يكون أحدهم مدمن مخدرات، ولكنه يهبُّ دفاعا عن أرضه وأقصاه، وكأنه شيخ بعمامة، وصوته يصهل الله أكبر ..
جيوشُ دولٍ بكامل عتادها لم تجرؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات، فقد سقط القناع عن الجندي الذي لا يُقْهَر وأصبح يقتل ويخطف؛
وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة، فمن الأفضل أن نتخلَّى عن حلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى، ويجب أن تكون للفلسطيني دولة جارة تُسَالمنا ونُسالمها، وهذا فقط يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين؛ وأعتقد أنه ولو بعد ألف عام هذا إن استطعنا أن نستمر لعشر أعوام قادمة كدولة يهودية، فلا بد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة، فالفلسطيني سيبعث من جديد ومن جديد ومن جديد؛ وسيأتي مرة راكبا فرسه متجها نحو تل أبيب ..
سبحان الله اعتقدت دولة الاحتلال بأن فلسطيني الداخل قد ينسون فلسطين أرض اجدادهم، فبعد خمسة وسبعين سنة احتلال رغم كل المغريات، إلا انهم علموا علم اليقين أنها دولة احتلال عنصرية لا يُؤْتَمن جانبُها …!