الافتتاحية

مهزلة “رادس”.. أليس في هذا البعض ما يُغيض البعض…؟؟؟

 

حمادي الغاري

 ما جرى خلال مباراة الوداد المغربي مع الترجي التونسي ،في ملعب رادس، برسم نهاية عصبة أبطال أفريقيا (إياب) ،التي قادها ـ إلى التهلُكَة ـ الحَكَم الغامبي، باكاري غساما، يدعو في الحقيقة إلى تساؤلات ، وبالتالي إلى مراجعة عدد من الأوراق ، وعلى وجه أخص حين يتعلق الأمر بمباراة في كرة القدم أو غيرها من الرياضات ، على أسا س أن وراء الأَكِّمَة ما وراءها.

لن نتحدث عن مهزلة التحكيم التي تابعها ملايين المشاهدين ، ولا عن المستوى المنحط للخبث الذي يأبى البعض إلا أن يمارسه في جميع المناسبات .. من أجل إلحاق الضرر ببلد اسمه المغرب ؛ بلد أصبح ـ وظل دائما ـ يقض مضجع البعض في شرق البلاد المغاربية وما وراءها من بلاد العُربان.

جاءت المباراة المذكورة بعد أحداث متلاحقة لا بد من الوقوف عندها، تتمثل في هذه الفضائح:

+ فضيحة رفع عَلَم جمهورية الوهم البوليسارية بقلب القاهرة ـ نعم بالقاهرة ـ ك”بلد” مشارك في كأس أفريقيا للأمم المقررة هذا الشهر ـ يونيوـ بمصر، قبل اعتذار السلطات المصرية للمغرب ، وسحب اسم الكيان المذكور.. مع الإشارة هنا أنها ليست المرة الأولى ولا الثانية التي تُقْدم فيها القاهرة على مثل هذا التصرف غير الصائب وغير الموزون..

+ فضيحة الحَكَم المصري جهاد جريشة خلال مباراة ذهاب نهاية دوري أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي ، التي على إثرها أوقفته الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم (الكاف) 6 أشهر وحرمانه من المشاركة في كأس أفريقيا بمصر بسبب ما اعتبرته “الكاف” أداء ضعيفا في المقابلة المذكورة..وبدون شك ، فإن القاهرة لم تبلع هذا القرار.

+ فضيحة رادس المدوية التي ظهر فيها العجب العُجاب: بقدرة قادر حصل عطب في جهاز فيديو “الفار”(VAR) ،علما بأن القوانين التنظيمية، التي لا تغرب على التوانسة، تقضي بإجراء اختبار وتجريب تقنية الفيديو قبل انطلاق المباراة بساعات ، بشكل يساعد على إصلاح أيّ عطب طارئ في الوقت المناسب ؛ إلى جانب أن هناك لجنة تقنية وتنظيمية تضم كل المعنيين بالمباراة تجتمع لمناقشة والتأكد من جميع التفاصيل : شكل ولون القميص ، نوع الكرة ، أسماء وهوية اللاعبين والطاقم التقني والطبي … قبل الالتحاق بأٍرضية الملعب .. السؤال المطروح : هل التوانسة لا يعرفون هذا ؟ هل الحَكَم يجهل هذه الإجراءات الضرورية في أي مقابلة عادية ، فبالأحرى إذا كانت ذات طابع قاري أو دولي؟؟

+ أما أُمّ الفضائح فتتمثل في الرفض القاطع لحَكَم المباراة بالنسبة للهدف الذي سجله الوداد، والرفض الصارم للتأكد من ذلك عبر تقنية “الفار”، أضف إلى هذا استفزازات التونسيين لِلاَعبي الوداد..وثالثة الأثَافي إعلان الحكم الغامبي فوز الترجي بعد أكثر من ساعة من توقُّف المباراة ..أمام أنظار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ،جياني إنفانتينو، ورئيس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم (الكاف) أحمد أحمد؛ وأمام أنظار رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد .. الذي ينطبق عليه القول “شاهد ماشافش حاجة” ؛ وأمام أنظار آلاف الجماهير بملعب رادس ، وملايين المشاهدين عبر العالم ..

+ إن مسؤولية التوانسة، باعتبارهم المضيفين، كاملة، تامة، واضحة، فيما جرى (سلسلة اعتداءات على مشجعي فريق الوداد..قبل وبعد المباراة على سبيل المثال؛ الاستقبال السيّء للمغاربة المناقض تماما للاستقبال الكبير للتوانسة في الدار البيضاء..) ، إلى جانب مسؤولية التنظيم والأمن ..

                                          +++++++

في نفس السياق، ينبغي القول، بدون تردد وبكل يقين، أن العودة اللافتة والتاريخية للمغرب إلى بيته الأفريقي، لم ترتح له بعض دول الجوار: من الجزائر إلى مصر..مما أدى إلى انزلاقات في سلوكات بعض الأنظمة في هذا المحور . وبناء على هذا ، لا نرى أن غض الطرف عن وجود اسم “البوليساريو”، كبلد ضمن لائحة البلدان الأفريقية في كأس أفريقيا بمصر، تم بمحض الصدفة (؟؟؟) لأن سياسة النظام الجزائري تقوم كلها على مبدأ واحد هو : مناصَبَة العداء للمغرب في جميع المحافل واللقاءات ..

لا ننسى كذلك الحضور القوي والمتميز للمغرب على الساحة العربية، بدليل مواقفه المبدئية، والواضحة، والصريحة، من الخلاف بين السعودية والإمارات مع قطر.. ؛ ومما يسمى التحالف العربي في حرب اليمن؛ ومن العلاقات المغربية السعودية التي صدر بشأنها بلاغ من الخارجية المغربية يؤكد أنه من الضروري أن يتم التنسيق بين الجميع وليس من طرف واحد، وإلا فإن أمام المغرب بدائل كثيرة..ثم الموقف المشرف للرباط من قضية فلسطين عموما، والقدس على وجه الخصوص. ولا بد من التذكير بتحذير محمد السادس للرئيس الأمريكي ترامب من مغبة نقل سفارة بلده إلى القدس ..؛ ثم الاستقبال الكبير للبابا ..مع الإشارة هنا إلى أنه ظهر بمناسبة القمة العربية ثم الإسلامية الأخيرتين  محوران أساسيان حول القضية الفلسطينية وقضية القدس: محور السعودية ،الإمارات ومصر في مقابل محور المغرب ،الأردن ، قطر وتركيا ،علماً أن المغرب يترأس لجنة القدس ، والأردن تشرف على إدارة شؤون القدس..

كل هذا دفع الرئيس الأمريكي  ترامب لإيفاد جاريد كوشنر، مستشاره الرئيسي وصهره …إلى الرباط لمقابلة محمد السادس حول هذا الموضوع بالذات..لماذا ؟ لأن واشنطن مقتنعة جدا أن للمغرب كلمته في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وفي كل ما يجري في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ؛ وليس حكرا على محور الرياض ـ القاهرة ،على اعتبار أن رأي المغرب في هذا الموضوع بالذات ينطلق من موقف مبدئي وليس على أساس أجندة ضيقة كما هو الشأن بالنسبة للمحور المذكور الذي لا همّ له سوى احتكار الزعامة باسم أمة بكاملها لم تمنحها لا زعامة ولا بطولة..

                                            ++++++++

أخيرا، على الأشقاء التونسيين أن يتذكروا أن محمد السادس هو الزعيم المغاربي والإسلامي والعربي والأفريقي الوحيد الذي زار تونس وهي تعيش على صفيح ساخن من الاحتجاجات والمظاهرات..وأعطى صورة رائعة عن الوضع في هذا البلد المغاربي حين خرج يتجول في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة ..

وبعد، أليس في هذا وغيره، ممَّا يدخل في إطار “ما كل شيء يُقال”؟

أليس في هذا  البعض، وغير هذا البعض، ما يغيض البعض ويقضّ المضاجع؟؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button