تفاصيل محاولة الفرنسيين “خداع” المغرب في صفقة طائرات “رافال”

كشف تقرير لمجلة ليكسبريس الفرنسية أن رفض المغرب اقتناء طائرات “رافال” الفرنسية وتفضيله الطائرات الأمريكية شكّل إخفاقًا كبيرًا للفرنسيين. حيث اكتشف الملك محمد السادس خلال المفاوضات أن السعر المقترح للمغرب يفوق بكثير السعر الذي تدفعه الدولة الفرنسية لشراء الطائرة نفسها، مما دفعه إلى تجاهل العرض الفرنسي والتوجه نحو الخيارات الأمريكية.
خلفية الصفقة
منذ عهد الرئيس جاك شيراك، عانت فرنسا في تسويق طائرات “رافال” خارج السوق المحلية، خاصة مع فقدان نفوذها في العديد من الدول الإفريقية التي كانت تحت تأثيرها، مثل النيجر وإفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو ومالي، وأخيرًا السنغال وتشاد. في هذا السياق، تعهد الرئيس نيكولا ساركوزي بتحسين الوضع وتعزيز المبيعات الدولية. كان المغرب ضمن الأهداف الرئيسية لهذه الجهود، إلا أن التوقعات الفرنسية بأن الرباط ستختار “رافال” دون أي منافسة باءت بالفشل، خاصة مع وجود طائرات “إف-16” الأمريكية التي اعتمدتها القوات الملكية الجوية.
أسباب فشل المفاوضات
بحسب التقرير، اكتشف الملك محمد السادس أن السعر الذي عرضته شركة “داسو” الفرنسية على المغرب يزيد بشكل كبير عن التكلفة الفعلية التي تدفعها فرنسا لشراء نفس الطائرات، وهو ما قد يصل إلى ضعف التكلفة. وحتى اليوم، لم تُعرف الجهة التي سربت هذه المعلومات إلى المغرب، وسط تبادل الاتهامات بين المسؤولين الفرنسيين، بما في ذلك المديرية العامة للتسلح ورئاسة الأركان.
خيارات المغرب
بعد رفض العرض الفرنسي، قرر المغرب تعزيز شراكته العسكرية مع الولايات المتحدة، حيث اختار اقتناء طائرات “إف-16” و”إف-15″، مع التركيز على تحديث قواته الجوية وتنويع مصادره، بما يشمل الطائرات المسيّرة. وتؤكد تقارير أخرى أن الرباط رفضت عروضًا مماثلة من فرنسا في عامي 2007 و2015.
خلاصة
يبرز هذا الإخفاق الفرنسي سوء تقديرها لعلاقتها بالمغرب واحتياجاته الاستراتيجية. في المقابل، نجحت الولايات المتحدة في تقديم بدائل عسكرية أكثر توافقًا مع متطلبات المملكة. ومع ذلك، تُعتبر طائرات “إف-16″ و”إف-15” أقل تقدمًا مقارنة بالطائرات الأمريكية الأحدث، مثل “إف-35″، مما قد يدفع المغرب مستقبلاً إلى تحديث قدراته الجوية بشكل أكبر.