موقف حركة حماس والجهاد الإسلامي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار
بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية، ممثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، يمكن تحليل الموقف من جوانب متعددة بناءً على نتائج الحرب الأخيرة، التي كشفت عن أبعاد سياسية وإنسانية وعسكرية عميقة.
موقف المقاومة الفلسطينية
1. التأكيد على الصمود رغم الكارثة الإنسانية:
اعتبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من الحرب، بما في ذلك القضاء على المقاومة أو تقويض بنيتها التحتية.
شددت الحركتان على أن استمرار المقاومة، رغم التدمير الواسع في غزة، يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وعدم الرضوخ.
2. الرفض للاعتراف بالهزيمة الإسرائيلية:
أكدت حماس أن إسرائيل فشلت في تحقيق انتصار سياسي أو عسكري واضح، رغم استخدامها للقوة المفرطة التي أسفرت عن قتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
الجهاد الإسلامي اعتبرت أن الحرب الأخيرة أثبتت أن المقاومة لا تزال قوة ردع حقيقية أمام إسرائيل.
3. معاناة المدنيين:
وصف الموقف الفلسطيني المجازر في غزة بأنها جرائم حرب تهدف إلى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، مع تدمير البنية التحتية بالكامل وتهجير الآلاف.
أدانت الحركتان الصمت الدولي والانحياز الواضح من قبل الدول الأوروبية والدول العربية، التي دعمت إسرائيل عسكريًا وسياسيًا وساهمت في استمرار الحصار والتجويع.
4. الأسى لعدم تحرير الأسرى:
رغم أن المقاومة كانت تأمل تحقيق إنجاز في ملف الأسرى، فإن عدم تحريرهم يشكل نقطة ضغط إضافية لاستمرار النضال السياسي والعسكري.
أكدت الحركتان أن ملف الأسرى سيظل أولوية مطلقة في المفاوضات المستقبلية.
أبعاد الحرب وأثرها السياسي:
1. انحياز عالمي مكشوف:
أدانت المقاومة الدعم العسكري والسياسي الذي تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، واعتبرته دليلًا على الانحياز الاستعماري المستمر.
عرت الحرب المواقف العربية التي أظهرت تواطؤ بعض الأنظمة مع إسرائيل من خلال صمتها أو دعمها غير المباشر للعدوان.
2. تغيير الصورة العالمية:
سلطت الحرب الضوء على النفاق الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية، ودفعت شعوب العالم إلى التضامن بشكل أكبر مع الفلسطينيين.
أثارت المجازر والتدمير الواسع موجات احتجاج في العديد من الدول، مما أحرج الحكومات المؤيدة لإسرائيل.
3. الحصار والتجويع كأداة استعمارية:
وصفت المقاومة استمرار الحصار على غزة بأنه محاولة ممنهجة لتدمير الروح الفلسطينية عبر التجويع والحرمان، مؤكدة أن هذا النهج لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ختام الموقف:
اعتبرت حماس والجهاد الإسلامي أن الحرب، رغم فداحة خسائرها البشرية والمادية، أثبتت أن المقاومة لا تزال عصية على الكسر، وأن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع فرض شروطه بالقوة.
دعت الحركتان إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات القادمة، والتصدي للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف الأرض والشعب والمقدسات.
الرسالة الأهم:
أكدت الحرب على ضرورة استمرار النضال الفلسطيني بكل أشكاله، وفضحت مواقف الدول التي تدعم الاحتلال، لتبقى القضية الفلسطينية رمزًا للحق والعدالة في مواجهة الظلم العالمي.